يُعتبر الملح جزءا أساسيا من أي مطبخ وعلى الرغم من أنه يبدو مكونا عاديا إلا أنه في الحقيقة عبارة عن عالم واسع من الأنواع المختلفة والاستخدامات الصحية المتنوعة، إذ أن الملح ارتبط منذ القدم بحياة الإنسان كوسيلة لإبراز النكهة وحفظ الطعام وأيضا كان يعكس للقيمة والثروة في بعض الحضارات القديمة، دعنا اليوم نتطرق سويا إلى أنواع ملح الطعام المختلفة لتتمكن من اختيار النوع الملائم لاحتياجاتك واستخداماتك الصحية.
ما هو ملح الطعام؟
قبل أن نتجول في رحلتنا للتعرف على أنواع ملح الطعام المختلفة فدعنا نتعرف على ماهيته أولا، فهو ليس مجرد مسحوق أبيض يتم إضافته إلى الأطعمة، بل عبارة عن معدن بلوري فريد يتكون من عنصري الصوديوم والكلور وهما من العناصر الأساسية التي تُحافظ على توازن وظائف الجسم وصحته، يُضفي نكهة مميزة على الأطعمة تجعله أكثر متعة وبالتالي يُعتبر من المكونات التي لا غنى عنها في أي مطبخ.
يُمكن استخدامه لتعزيز النكهات في الأطعمة أو كمادة حافظة تمنع نمو البكتيريا للحفاظ على الأطعمة لفترات أطول، ويُمكن أيضا أن يدخل في مجالات متعددة مثل المستحضرات التجميلية والصناعات الدوائية، وعلى الرغم من فوائده الكثيرة إلا أن الإفراط في استخدامه قد يُحدث خللا في بعض الوظائف، لذا يظل سر الاعتدال هو القاعدة التي يجب اتباعها للاستفادة من فوائده الصحية دون التعرض لأي آثار جانبية.
تتعدد أنواع ملح الطعام ما بين الأبيض والوردي والرمادي تبعا لمصدره وطريقة الاستخراج والتصنيع، ويختلف كل نوع من حيث القوام، النكهة، والقيمة الغذائية وحتى الاستخدام كذلك، لذا دعنا نستعرضها سويا.
أنواع ملح الطعام واستخداماته
يدخل الملح في العديد من الاستخدامات كالحفظ والطهي، والاستخدامات العلاجية والتجميلية، وتختلف أنواع ملح الطعام تبعا للمصدر وطريقة المعالجة كذلك، ومن أبرزها:
-
ملح البحر:
يتم استخراجه من مياه البحر بعد تبخرها وترك بلورات الملح، يتميز بملمسه الخشن ونكهته الطبيعية الغنية بالمعادن مثل البوتاسيوم والزنك.
-
يٌستخدم في تشطيب الأطباق كالسلطات، الخضروات المشوية، وغيرها.
-
يدخل في تتبيل اللحوم والمأكولات البحرية.
يتنوع ما بين الملح المدخن الذي يُعالج بالدخان لإضفاء نكهة خشبية قوية ما يجعله مثالي للشواء، وملح هاواي الممزوج بالطين البركاني أو الفخم ليتم استخدامه في المأكولات التقليدية، والملح السلتي الرمادي الرطب الغني بالمعادن وهو شائع في فرنسا.
-
الملح المكرر:
وهو معروف بملح الطعام العادي ويتم تكريره بدرجة عالية للتخلص من الشوائب، غالبا يُضاف إليه اليود للوقاية من نقصه، وهو مطحون ناعم جدا ويحتوي على عوامل تمنع التكتل.
-
يُستخدم في الخبز والمخبوزات نظرا لذوبانه السريع.
-
يتم استخدامه يوميا في الطهي وإضافة النكهة.
-
ملح الكوشير:
وهو ملح خشن الحبيبات، يختلف في أن بلوراته أكبر من ملح الطعام، ولا يحتوي عادة على يود، كما أنه سهل التوزيع على الطعام بسبب قوامه.
-
يُستخدم لتتبيل اللحوم وسحب الدم منها قبل الطهي.
-
وهو مفضل للطهاة لسهولة التحكم في كميته.
-
الملح الصخري:
يتم استخراجه من مناجم الملح الجوفية على شكل كتل صلبة يتم طحنها فيما بعد، وهو من أنواع ملح الطعام الغنية بالمعادن والعناصر النادرة.
-
لذا يُستخدم في إعداد المخللات.
-
يتم استخدامه في المخبوزات لإضافة نكهة خاصة.
-
يتم استعماله في بعض الأحيان في حفظ اللحوم.
-
ملح الهيمالايا الوردي:
وهو من أشهر أنواع ملح الطعام وأكثرها جاذبية إذ يتم استخراجه من جبال الهيمالايا الباكستانية، لونه وردي نظرا لاحتوائه على أكسيد الحديد، وهو غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
-
يتم استخدامه كملح نهائي لإبراز جمال الأطباق.
-
يتم بيعه غالبا في مطاحن ملح للزينة والمذاق.
-
فلور دي سيل "زهرة الملح":
وهو من أرقى أنواع ملح البحر، يتم تجميعه يدويا من الطبقة السطحية لأحواض التبخير، يتميز ببلوراته الرقيقة والمالحة باعتدال.
-
يتم استخدامه كملح تشطيب للأطباق الراقية.
-
كما أنه مثالي للسلطات والحلويات لملمسه المقرمش.
-
الملح الرمادي:
وهو ملح فرنسي يتم استخراجه من قاع الطين في الأحواض الملحية، يتميز بلونه الرمادي الغني بالمعان.
-
خيار مثالي للحوم والأسماك المشوية.
-
يمنح الأطعمة نكهة قوية.
-
الملح الأحمر:
يأتي هذا الملح من هاواي ويتم خلطه مع طين بركاني أحمر، يتميز بلونه الأحمر بسبب غُناه بأكسيد الحديد.
-
يتم استعماله في الأطباق التقليدية في هاواي.
-
وهو مثالي للمأكولات البحرية والشواء.
-
الملح الأسود:
يُعتبر الملح الأسود ملح بركاني من الهند وباكستان، ويُعرف برائحته البركانية القوية، غني بالمعادن والكبريت.
-
يتم استخدامه في الكاري والأطباق الهندية.
-
يتم إضافته بكميات قليلة لإضفاء نكهة مميزة.
-
ملح الحمم البركانية السوداء:
يتم إنتاجه في هاواي وقبرص ويتم خلطه بالفحم النشط، يتميز بلونه الأسود اللامع ونكهته الغريبة والمميزة.
-
يُستعمل لتزيين الأطباق ومنحها مظهرا مميزا.
-
وهو مثالي للمأكولات البحرية والخضار.
-
الأملاح المنكهة:
من أنواع ملح الطعام التي تمزج بين الملح الأساسي مع أعشاب أو توابل مثل الثوم أو الفلفل.
-
يتم استخدامه لإضافة نكهة سريعة إلى الدجاج، اللحوم، أو الخضروات.
-
مثالي كملح طاولة منكه.
-
ملح رقائقي:
يتكون من رقائق رفيعة وخفيفة من الملح، يتميز بقوامه الهش وذوبانه السريع.
-
يُستعمل كملح تشطيب لإضفاء قوام لطيف.
-
وهو مفضل للطهاة في المطابخ العالمية.
ما هي فوائد ملح الطعام؟
بعد التعرف على أنواع ملح الطعام واستخداماتها دعنا نتعرف على أبرز فوائده:
-
يُساهم في تنظيم كمية الماء داخل الخلايا وحولها.
-
نقل العناصر الغذائية من وإلى الخلايا.
-
دعم وظائف الدماغ وتعزيز الإشارات العصبية.
-
تحفيز الهضم وتنشيط عمليات الأيض.
-
تقوية عمل الغدة الكظرية.
-
الحفاظ على ضغط دم متوازن.
ما تأثير الملح على الصحة؟
إن الملح يُعتبر جزءا أساسيا من أي نظام غذائي للإنسان فهو لا يضيف نكهة مميزة في الأطعمة ولكنه أيضا يلعب دورا مهما في وظائف الجسم المختلفة، وعلى الرغم من فوائده إلا أن استهلاكه بشكل كبير قد يُحدث بعض التأثيرات الصحية وأبرزها ارتفاع ضغط الدم وغيرها، لذلك يُنصح بالاعتدال في استهلاكه يوميا.
يتكون الملح بشكل رئيسي من الصوديوم وهو عنصر مسؤول عن تنظيم توازن السوائل داخل الجسم، وعندما تزيد نسبته عن الحد الطبيعي يحتفظ الجسم بمزيد من السوائل وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الضغط على القلب والأوعية الدموية، لذلك يجب ألا تتجاوز 2.300 ملليجرام من الصوديوم يوميا، مع تقليلها من قبل الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ويُمكن استبداله ببدائل طبيعية مثل الأعشاب والتوابل التي تضيف نكهات مميزة دون أي تأثيرات ضارة.
استخدامات الملح في الحياة اليومية
تتعدد استخدامات أنواع ملح الطعام المختلفة، ومن أبرزها:
-
حفظ الطعام: يلعب الملح دورا هاما في حفظ الأطعمة وتمديد فترة صلاحيتها، قد تم اعتماده في الحضارات القديمة كوسيلة فعالة لحماية الغذاء من الفساد، لذا يتم استخدامه في التخليل وغالبا ما يُعزز بحمض الأسيتيك لخلق بيئة غير صالحة لنمو البكتيريا الضارة، ويُمكن إضافته إلى الأطعمة قبل تعليبها لزيادة فعاليتها في مقاومة البكتيريا وتقليل الرطوبة للحفاظ على الأكل الطازج ونكهته وقيمته الغذائية لفترات أطول كذلك.
-
علاج قروح الفم: الغرغرة بالماء والملح من أبسط الطرق لتخفيف آلام قروح الفم وتسريع عملية شفائها.
-
التخفيف من مشكلة الظفر الناشب: يُمكن تخفيف الألم والاحمرار في إصبع القدم بنقع القدم المصابة في ماء دافئ وملح عدة مرات يوميا.
-
علاج احتقان أو سيلان الأنف: المحلول الملحي يُساعد على تنظيف الممرات الأنفية وتحسين التنفس خاصة عند الإصابة بالبرد أو الحساسية.
-
تقليل أعراض الأكزيما والصدفية: يُمكن إضافة البلح البحر الميت إلى ماء الاستحمام الدافئ لترطيب البشرة وتخفيف الحكة والاحمرار المصاحبين للأكزيما والصدفية.
-
التخلص من قرحة المعدة: إن بيكربونات الصوديوم من أنواع الأملاح المفيدة لمعادلة حموضة المعدة، يُمكن إذابة ملعقة صغيرة منها في كوب ماء وشربها بعد الوجبات.
-
التخفيف من حكة قرص البعوض: عند مزج بيكربونات الصوديوم مع الماء لتصنيع عجينة ووضعها في مكان القرصة لتهدئة الحكة خلال دقائق.
أفضل أنواع ملح الطعام
نستعرض الآن من متجر نور أورقانيك فود أبرز أنواع الملح الطبيعي والصحي للأفراد، تجده في قسم منتجات فردية بأفضل الأسعار:
ملح سيلتك
ملح سيلتك هو خيارك المثالي نظرا لخلوه من الإضافات الصناعية ما يجعله منتجات طبيعيا ونقيا، وهو غني بالمعادن الطبيعية والعناصر النادرة بما في ذلك المغنيسيوم والبوتاسيوم وبالتالي يكون خيارك المميز، وهو ملائم لمختلف الأنظمة الغذائية إذ يُمكن استخدامه في وصفات باليوم، وهو خالي من الجلوتين وغير معدل وراثيا.
يُمكن الطهي بواسطته وتصنيع المخبوزات نظرا لسهولة تذويبه وتوزيعه بشكل متساوي، كما أنه مناسب للتخليل بفضل تركيبته المعدنية الفريدة، يتم استخراجه باستخدام طرق تقليدية تُحافظ على البيئة وتٌقلل من الأثر البيئي السلبي، يحرص متجرنا على تغليفه في عبوات محكمة الغلق للحفاظ على جودته في كل وقت.
أهم الأسئلة الشائعة حول أنواع ملح الطعام
ما هو الفرق بين أنواع الملح؟
تختلف الأنواع من حيث المذاق، الملمس، وطريقة المعالجة، والاستخدامات كذلك.
ما هي العناصر الموجودة في ملح الطعام؟
يتكون الملح من مركب كلوريد الصوديوم، وعناصر إضافية مثل المغنيسيوم، الكالسيوم، البوتاسيوم، واليود وكلها مفيدة لصحة الإنسان ولكن بكميات معتدلة.
ما هي أفضل أنواع ملح الطعام؟
ملح البحر، الملح المكرر، ملح الكوشير، الملح الصخري، ملح الهيمالايا الوردي.
في النهاية نكون قد استعرضنا أنواع ملح الطعام المختلفة واستخداماته المتعددة كذلك، وعلى الرغم من كثرة فوائده إلا أن الإفراط في تناوله قد يُسبب بعض الآثار الجانبية، لذلك لا تتردد في اختيار النوع الأنسب لك واستخدامه بشكل معتدل للاستفادة من فوائده الصحية وتعزيز نكهة الأطعمة المختلفة.